أنا لست سوى نفسي!
ليس هناك في هذا العالم بأسره من يشبهني فى كل شىء. هناك أناس لديهم بعض الجوانب التى يشبهوننى فيها، ولكن لا احد يشبهنى تماما؛ لذلك، فإن أي شيء يصدر منى، فهو بكل ثقة، يخصني وحدي؛ لأنى وحدي التى اخترته.
إنني أملك كل شيء خاص بي. جسدي، بما في ذلك كل شيء فيه؛ عقلي بما في ذلكجميع الأفكار و المعتقدات؛ عيناني، بما في ذلك جميع الصور التي تراها؛ مشاعري على اختلافها - غضب، سعادة، إحباط، حب، خيبة أمل، إثارة-؛ فمي، بما فى ذلك جميع الكلمات التي تصدر عنه - سواء كانت مهذبة، رقيقة، أو فظة -، وسواء كانت صحيحة أو غير صحيحة؛ صوتي، مرتفع أو منخفض، جميع أفعالي، سواء كانت مع الغير أو مع نفسي.
إنني أمتلك خيالاتي، وأحلامي وآمالي ومخاوفي. إنني أملك جميع إخفاقاتي ونجاحاتي، جميع انتصاراتي وأخطائي.
ولأنني أمتلك كل شيء فيّ، يمكنني أن أصبح على صلة وثيقة وحميمة بنفسي. وبفعل ذلك، يمكنني أن أحب نفسي، و أن أصاحبها، ويمكنني حينئذ أن أجعل كل شيء فيّ يعمل لأجل تحقيق أهم اهتماماتي.
أعلم أن هناك جوانب تحيرني في ذاتي، وجوانب أخرى لا أعرفها، ولكن طالما أصادق و أحب نفسي، يمكنني بشجاعة و أمل أن أبحث عن الحلول لما يحيرني، أن أجد الطريق الذي سيمكنني من اكتشاف ما لا أعرفه عني.
مهما كان ما أنظر إليه وأسمعه، مهما كان ما أقوله وأفعله، ومهما كان مل فكرت فيه أو شعرت به فى لحظة من اللحظات، فهو بالطبع يمثلني، فذلك ينطبق علىّ و يمثل مكاني في هذه اللحظة.
عندما أسترجع فيما بعد كيف نظرت و سمعت، ماذا قلت وفعلت، كيف فكرت وبما شعرت، ربما تكون هناك أجزاء غير متطابقة أو متوافقة، أو متناسبة مع بعضها البعض. يمكنني أن أطرح جانبا ما هو غير متناسب، وأحتفظ بما هو متلائم، وأخترع شيئا ما جديدا لما قمت بطرحه.
يمكننى أن أرى، وأسمع، و أشعر، و أفكر، وأقول و أفعل؛ فإنني أمتلك مقومات الحياة، مقومات تعايشي مع الآخرين، مقومات نقصى و صلاحى، ولدى المقومات التى تمكنني من أن أفهم كيف يسير العالم من حولي.
إني أمتلك نفسي، ولذلك يمكنني أن أوحه نفسي. أنا لست سوى نفسي و إنني على ما يرام.
فيرجينيا ساتير
من كتاب: شوربة دجاج للحياة.
لـ: جاك كانفيلد - مارك هانسن
مكتبة جرير
No comments:
Post a Comment