Sunday, July 20, 2014

إهرب في المزيكا

مبفهمش كتير في أنواع المزيكا ومبعرفش أفرق بين الجاز و الروك و الراب وغيره. بالنسبة لي المزيكا حاجة من إتنين، يا مزيكا حلوة، يا وحشة.

المزيكا الحلوة اللي تخليني أتخيل قصص وحكايات وأنا بسمعها. في كل مرة قصة جديدة بتفاصيل مختلفة تماما، ملهاش أي علاقة بالسبب اللي المزيكا دي إتألفت أصلا علشانه.

هنا هشارك شوية من أفضل التراكات اللي بتديني متعة التخيل وخلق دنيا تانية.

*****

1# Cloud Atlas End Titles:


مفيش مرة سمعتها فيها إلا وكل مرة كانت ليها قصة مختلفة. مرة كنت بسمعها الصبح بدري وأنا في في وسط البلد (شارع عبد الخالق ثروت، وطلعت حرب، و 26 يوليو، وما حولهم). لقيتني بتخيل، مع بداية التراك لحد أول دقيقة منه، صورة الخديوي (إسماعيل تقريبا) وهو قاعد في تراس القصر الملكي، بيفكر في بناء مدينة على الطراز الأوروبي. طريقة قعدته، لبسه، السيجار في إيده (كليشيه عارفه، بسه أهو لزق في ذهني كدا)، الهوا، صوت الشجر، وسرحانه مع فكرته.

مع بداية الدقيقة التانية، صورته وهو بيتناقش مع مستشاريه و المهندس اللي قرر يوكل له مهمة بناء المدينة. وقاره ووقار المهندس وهو بيتكلم معاه. السيجار تاني. شكل المكتب. تفاصيل الديكور. جدية وحماس المهندس. 

الدقيقة التالتة، وتتابع مناظر للعمال والمهندسين اللي بدأوا أعمال الإنشاء والتصميم والبناء فعليا في شوارع قصر النيل وسليمان باشا وفؤاد الأول وميدان الأوبرا.  شكلهم المرهق، والشمس اللي لفحتهم. وقفة المهندس وهو بيشرف على العمال. طريقة لبسه. لبس العمال. الأدوات اللي بيستخدموها.

قبل ما تخلص الدقيقة التالته، ومع بدايات الرابعة، تبدأ تشوف الأرستقراطيين وهما بيبدأوا يسكنوا الأحياء دي. شكلهم بتفاصيل لبسهم. الفساتين المنفوشة القصيرة، والكعب العالي الرفيع (اللي لايمكن واحده في قواها العقلية تفكر تلبسه دلوقتي وتمشي بيه في نفس ذات المنطقة). الأفندية بطرابيشهم. البوابين و السفرجية بلبسهم اللي دايما بيظهروا بيه في أفلام الأربيعينيات. الناس اللي قاعده في جروبي وإكسليسيور. عدد العربيات اللي راكنة. موديلاتها. طريقة حركتهم ومشيهم. طبيعة الأعمال اليومية اللي بيقوموا بيها.

الدقيقة الخامسة، و أخبار ثورة يوليو ماليه الإذاعة. التركيبة السكانية للمناطقة تتشقلب. لبس الناس اللي ماشية في الشوارع يتغير. طريقة حركتهم ومشيهم. طبيعة الأعمال اليومية اللي بيقوموا بيها. طريقتهم في الكلام. الأفكار اللي بيتكلموا عنها وبيناقشوها. الحياة مابقتش بسيطة وواضحة زي الأول. أفكار جديدة وأنماط معيشية جديدة إبتدت تتشكل.

الدقيقة السادسة، وعصر الإنفتاح، أفكار كتير متداخلة، تغير كامل في الأذواق و رتم الحياة اللي بقى أسرع. واجهات المحلات بتتغير. شكل الناس مختلف تماما عن البداية. بس شكل المباني لسه زي ما هو. تغير الأذواق. طريقة اللبس. نوع المزيكا اللي تسمعها طالعه من محل ملابس أو تاكسي معدي من جنبك. ظهور قوي لبياعين ع الأرصفة.

الدقيقة السابعة، أواخر التسعينات و أولائل الألفينات. تقريبا مفيش أرصفه تمشي عليها. يا متكسرة يا بياعين حاجزينها. صوتهم. الزحمة. الشمس القوية. ريحة العرق. الملصقات على عواميد النور وعلى الحيطان. بوسترات الأفلام على سينما أوديو. الإزاز الغامق على واجهة الإكسليسيور. إسماء المحلات اللي كانت في يوم من الأيام "محلات كبيرة" وهي شبه مطموسة، وبتنش. الوقفات على سلالم دار القضاء.

الدقيقة التامنة، رتم الحياة أسرع و أسرع و أسرع. أحداث كتير بتجري بسرعة. الهتافات. سحب الغاز ملية الجو. الجري. صوت طلق النار. الهتافات. الهتافات. الهتافات. الجرافيتي. الملصقات على عواميد النور والحيطان. الجري. الصريخ. الهتافات. طلق النار. الألعاب النارية اللي ملية السما. الغاز اللي مالي الجو. الجري... الإنفجار اللي يطلع منه خطوط ياما لقصص ياما، و ولا واحده منهم خلصت لسه.. نهاية مفتوحة.

تراك 8 دقائق فيه قصة حي بحاله من حوالي آواخر القرن ال19 لحد اللحظة.وكل مرة بتفاصيل جديدة وتخيلات مختلفة. 

أحيانا، نفس التراك يحكي قصة حياتي، وتطور أفكاري و معتقداتي من أفكار عبيطة وسطحية. لأفكار مكلكعة ومش عارفالها راس من رجل. وأحيانا تانية يحكي قصة تطور البشرية كلها، من يوم خلق آدم عليه السلام، لحد اللحظة.



No comments: